📁 منوعات صحية

ملح البحر أم ملح الهيمالايا الوردي؟ حقائق مذهلة ستغير نظرتك للملح تماماً!

ملح البحر أم ملح الهيمالايا الوردي؟ حقائق مذهلة ستغير نظرتك للملح تماماً!

بقلم: فريق نبض الصحة

أنواع مختلفة من الملح - ملح البحر وملح الهيمالايا الوردي
أنواع مختلفة من الملح تختلف في اللون والمكونات والقيمة الغذائية

هل سبق وتساءلت عن سبب اختلاف ألوان الملح في السوبر ماركت؟ ولماذا يباع ملح الهيمالايا الوردي بضعف سعر ملح البحر العادي؟ وهل يستحق هذا الفرق في السعر فعلاً؟

في هذا المقال الشامل، سنكشف لك أسرار الملح بكل أنواعه، ونجيب على السؤال الذي يحير الكثيرين: ما هو الفرق الحقيقي بين ملح البحر وملح الهيمالايا، وأيهما أفضل لصحتك؟

مقدمة عن أهمية الملح في حياتنا

يعتبر الملح من أقدم المواد الغذائية التي عرفها الإنسان، حيث استخدمه منذ آلاف السنين لحفظ الطعام وتحسين مذاقه. وعلى الرغم من الحملات المتكررة للتقليل من استهلاكه، إلا أنه يظل عنصراً أساسياً لا غنى عنه في جسم الإنسان.

الصوديوم، المكون الرئيسي للملح، ضروري لتنظيم سوائل الجسم والحفاظ على وظائف الأعصاب والعضلات. لكن مع تزايد الوعي الصحي، أصبح الناس يبحثون عن بدائل أكثر صحية للملح المكرر العادي، وهنا ظهرت أنواع متعددة مثل ملح البحر وملح الهيمالايا الوردي الذي انتشر بشكل كبير في السنوات 

ما هو ملح البحر؟ ومن أين يأتي؟

كما يوحي اسمه، ملح البحر هو ملح يتم استخراجه من مياه البحر أو المحيطات عن طريق عملية التبخير الطبيعي (بفعل الشمس والرياح) أو الصناعي. يترك ماء البحر في أحواض كبيرة حتى يتبخر، تاركاً وراءه بلورات الملح التي يتم جمعها وتنقيتها.

على عكس الملح المائدة العادي (الملح المكرر)، لا يخضع ملح البحر لعمليات تكرير مكثفة، ولذلك يحتفظ بمعظم المعادن الطبيعية الموجودة في مياه البحر مثل المغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم وغيرها. هذا ما يمنحه نكهة متميزة ولوناً مختلفاً أحياناً عن الملح العادي.

حقيقة مثيرة!

تختلف ألوان ملح البحر حسب مصدره - فملح البحر الأحمر يختلف عن ملح البحر الأبيض المتوسط في المذاق والتركيب المعدني!

من أشهر أنواع ملح البحر عالمياً: ملح البحر الفرنسي (Fleur de Sel)، وملح البحر الإيطالي، وملح البحر الأطلسي، كما يشتهر في مصر والدول العربية ملح البحر الأحمر وملح البحر المتوسط.

ما هو ملح الهيمالايا؟ وكيف يتم استخراجه؟

ملح الهيمالايا الوردي هو نوع من الملح الصخري يتم استخراجه من مناجم خلايا في منطقة جبال الهيمالايا في باكستان، وتحديداً من منجم كيورا بولاية البنجاب. يعتقد العلماء أن هذا الملح تشكل قبل مئات الملايين من السنين نتيجة تبخر بحار قديمة، ليتم حبسه داخل الصخور تحت ضغط هائل.

مناجم ملح الهيمالايا في باكستان
مناجم الملح الوردي في خلايا، باكستان، حيث يستخرج ملح الهيمالايا يدوياً

يتميز ملح الهيمالايا بلونه الوردي المميز الذي يعود إلى وجود أكسيد الحديد (الصدأ) بنسب ضئيلة، بالإضافة إلى احتوائه على ما يقارب من 84 معدناً من المعادن النادرة. يتم استخراجه يدوياً في أغلب الأحيان باستخدام تقنيات تقليدية للحفاظ على جودته.

هل تعلم؟

يستخدم ملح الهيمالايا في صنع مصابيح الملح الشهيرة التي يعتقد البعض أنها تنقي الهواء وتحسن المزاج!

الفروق الأساسية بين ملح البحر وملح الهيمالايا

على الرغم من أن كلا النوعين أكثر طبيعية من ملح المائدة المكرر، إلا أن هناك فروقات جوهرية بينهما:

وجه المقارنة ملح البحر ملح الهيمالايا
المصدر مياه البحار والمحيطات الحالية بحار قديمة متحجرة من جبال الهيمالايا
طريقة الإنتاج التبخير الطبيعي أو الصناعي التعدين اليدوي من المناجم
اللون أبيض غالباً، وقد يميل للرمادي أو البيج وردي إلى أحمر فاتح
الملمس خشن نسبياً، رطب قليلاً جاف، متبلور
النكهة نكهة بحرية خفيفة نكهة خفيفة مائلة للحلاوة
التلوث المحتمل قد يحتوي على ملوثات بحرية حديثة أقل عرضة للتلوث الحديث نظراً لعمره

يقول الدكتور أحمد فؤاد، استشاري التغذية العلاجية بجامعة القاهرة: "الفرق الرئيسي بين النوعين هو أن ملح البحر يتأثر بالتلوث البحري المعاصر، بينما ملح الهيمالايا محمي في الصخور منذ ملايين السنين، مما يجعله أكثر نقاءً من الملوثات الحديثة، لكن هذا لا يعني أنه خالٍ من المعادن الثقيلة التي قد تكون موجودة طبيعياً".

القيمة الغذائية لكلا النوعين

على الرغم من المزاعم التسويقية، فإن المكون الأساسي في كلا النوعين هو كلوريد الصوديوم (NaCl) بنسبة تتراوح بين 97-99%. الفرق الأساسي يكمن في المعادن النزرة الإضافية:

المكون ملح البحر (لكل 100 جرام) ملح الهيمالايا (لكل 100 جرام)
كلوريد الصوديوم ~98% ~98%
الكالسيوم 0.03-0.06% 0.16-0.30%
المغنيسيوم 0.04-0.08% 0.08-0.15%
البوتاسيوم 0.05-0.10% 0.28-0.40%
الحديد 0.001-0.003% 0.038-0.040%
اليود متغير (أعلى في البحري) منخفض جداً

توضح الدكتورة مها سمير، أستاذة التغذية بجامعة عين شمس: "الحقيقة العلمية هي أن كمية المعادن في أي نوع من الملح ضئيلة جداً مقارنة باحتياجات الجسم اليومية. فمثلاً، للحصول على الكمية اليومية الموصى بها من الكالسيوم من ملح الهيمالايا، ستحتاج لتناول كيلوجرامات منه يومياً، وهو أمر مستحيل ومضر صحياً".

مقارنة بين المعادن في أنواع الملح المختلفة
رسم بياني يوضح نسب المعادن النزرة في أنواع الملح المختلفة

الفوائد الصحية المحتملة

فوائد ملح البحر:

  • غني بالمعادن الطبيعية مقارنة بالملح المكرر
  • يحتوي على نسبة أعلى من اليود الطبيعي الضروري للغدة الدرقية
  • نكهة أقوى تسمح باستخدام كمية أقل منه في الطعام
  • معالجة أقل تحافظ على خصائصه الطبيعية

فوائد ملح الهيمالايا:

  • أقل تلوثاً بالمعادن الثقيلة والملوثات البحرية الحديثة
  • محتوى أعلى من الحديد (يمنحه اللون الوردي)
  • نسبة أعلى من المعادن النزرة مثل الكالسيوم والمغنيسيوم
  • بعض الدراسات تشير إلى قدرته على موازنة درجة الحموضة في الجسم (رغم أن الأدلة العلمية محدودة)

"لا يوجد دليل علمي قاطع على أن ملح الهيمالايا أفضل صحياً من ملح البحر. كلاهما أفضل من الملح المكرر، لكن الفارق الصحي بينهما ضئيل جداً. الأهم هو تقليل استهلاك الملح بشكل عام واستخدامه باعتدال."

— الدكتور محمد عبد الرحمن، استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية

آراء الخبراء والمختصين

تتباين آراء الخبراء حول أفضلية أحد النوعين على الآخر، وإليك بعض الآراء المختلفة:

رأي الطب التقليدي

يرى الدكتور خالد محمود، أستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة الأزهر: "من الناحية العلمية البحتة، لا يوجد فرق كبير بين النوعين من حيث التأثير الصحي. كلاهما يتكون بشكل أساسي من كلوريد الصوديوم، والفرق في نسب المعادن طفيف جداً ولا يعطي أي نوع ميزة صحية حقيقية."

رأي الطب البديل

على الجانب الآخر، تقول الدكتورة سماح فوزي، أخصائية التغذية العلاجية والطب البديل: "ملح الهيمالايا يتميز بنقائه وخلوه من المواد الكيميائية المضافة والملوثات البيئية الحديثة. تجربتي مع المرضى أظهرت استجابة أفضل عند استخدامه في حالات الحساسية واضطرابات الجهاز الهضمي، خاصة متلازمة القولون العصبي."

رأي خبراء الطهي

الشيف علاء الشربيني، خبير الطهي المصري المعروف، يقول: "لكل نوع استخداماته المميزة في المطبخ. ملح البحر الخشن مثالي للأسماك والمأكولات البحرية لأنه يعزز نكهتها الطبيعية، بينما ملح الهيمالايا الناعم رائع للحلويات والخبز لأن نكهته أخف وأكثر حلاوة."

خبراء تغذية يناقشون أنواع الملح المختلفة
خبراء التغذية يختلفون حول الفوائد الحقيقية لأنواع الملح المختلفة

استخدامات كل نوع في الطبخ والعناية بالصحة

استخدامات ملح البحر:

  • في الطبخ: مثالي للأطباق البحرية والشوربات والمخللات
  • العناية بالبشرة: يستخدم في مقشرات الجسم لإزالة خلايا الجلد الميتة
  • الاستحمام: يضاف لماء الاستحمام للاسترخاء وتحسين الدورة الدموية
  • تنظيف الأسنان: يستخدم كمضاد طبيعي للبكتيريا في بعض معاجين الأسنان

استخدامات ملح الهيمالايا:

  • في الطبخ: يناسب الحلويات والمخبوزات وطهي اللحوم
  • أحجار الشواء: تستخدم كتل الملح الكبيرة لطهي وتقديم الطعام
  • العلاج بالاستنشاق: مصابيح الملح التي يعتقد أنها تنقي الهواء
  • المساج والعلاجات التجميلية: يستخدم في مراكز السبا للمساج والتقشير

نصائح عملية لاستخدام الملح بشكل صحي

  • استخدم الملح في نهاية عملية الطهي لتشعر بمذاقه أكثر مع كمية أقل
  • جرب مزج الملح مع الأعشاب والتوابل لتقليل الكمية المستخدمة
  • استبدل جزءاً من الملح بعصير الليمون أو الخل لإضافة النكهة
  • لا تتجاوز 5 جرامات (ملعقة صغيرة) من الملح يومياً

أيهما أفضل لك؟ الخلاصة والتوصيات

بعد استعراض كافة المعلومات والآراء، يمكننا استخلاص ما يلي:

  • من الناحية الصحية، كلا النوعين متقاربان جداً وأفضل من الملح المكرر
  • ملح البحر يتفوق في محتوى اليود الطبيعي الضروري للغدة الدرقية
  • ملح الهيمالايا يتفوق في المعادن النزرة خاصة الحديد والكالسيوم
  • الأهم من نوع الملح هو كمية استهلاكه - القليل من أي نوع هو الاختيار الأفضل

توصيتنا النهائية: استمتع بالتنويع بين النوعين حسب نوع الطعام واحتياجاتك الذوقية، مع الحرص على عدم الإفراط في استهلاك الملح بشكل عام. واختر المنتجات العضوية الخالية من المواد المضافة إن أمكن.

ملاحظة هامة: إذا كنت تعاني من أمراض الضغط أو القلب أو الكلى، استشر طبيبك قبل تغيير نوع الملح الذي تستخدمه، فالأهم هو تقليل كمية الصوديوم بغض النظر عن المصدر.

هل وجدت هذا المقال مفيداً؟

شاركه مع أصدقائك واترك لنا تعليقك بتجربتك مع أنواع الملح المختلفة!

المراجع العلمية

  1. Drake, S. L., & Drake, M. A. (2011). Comparison of salty taste and time intensity of sea and land salts from around the world. Journal of Sensory Studies, 26(1), 25-34.
  2. الجمعية المصرية للتغذية الإكلينيكية (2023). "دليل الاستهلاك الآمن للملح والصوديوم". القاهرة، مصر.
  3. Soares, J. M., et al. (2021). Mineral composition of pink Himalayan salt. Food Chemistry, 344, 128710.
  4. منظمة الصحة العالمية (2020). "التوصيات العالمية بشأن استهلاك الصوديوم للبالغين والأطفال".
  5. د. محمد نصر (2022). "موسوعة الغذاء والصحة: دراسة تحليلية لمصادر الصوديوم في النظام الغذائي المصري". دار المعارف، القاهرة.
  6. World Health Organization. (2012). Guideline: Sodium intake for adults and children